«جودر» و«بدون سابق إنذار» الأفضل.. كشف حساب مسلسلات النصف الثاني من رمضان
«خالد نور وولده نور خالد» فشل في إضحاك الجمهور.. وأداء محمد إمام في «كوبرا» نمطي
«مليحة» يعكس مدى اهتمام المصريين بالقضية الفلسطينية.. و«رحيل» ملىء بالأخطاء غير المنطقية
شهد النصف الثاني من الموسم الرمضاني، عددًا من المسلسلات الجديدة، التي جاءت متنوعة بشكل ملحوظ، اختلف النقاد حولها، وحرصوا على تقييمها وفقًا لمعاييرهم وأفكارهم الخاصة.
قال الناقد الفني محمود قاسم، إن مسلسلي «جودر» و«دون سابق إنذار»، هما الأفضل من بين مسلسلات النصف الثاني من شهر رمضان.
وأوضح، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن «جودر» عمل درامي ضخم، وأن إيقاع الأحداث به سريع وموزون جدًا، وأنه جاء على مستوى عال، مقارنة بالمسلسلات، التي تجمع بين الخيال والفانتازيا.
وأكد أن المسلسل مختلف، وأن به جهدًا كبيرًا ظهر في ملابس النجوم والديكورات وتنفيذ المشاهد بشكل عام، مشيرًا إلى أن التركيز على التفاصيل بالعمل، يعد واحدًا من أقوى الأسباب، التي جعلته يخرج بهذه الصورة.
وأكمل «قاسم»، أن الفنان آسر ياسين والفنانة عائشة بن أحمد، وصلا إلى مرحلة نضج وتألق واضحة في مسلسل «دون سابق إنذار»، وأنهما تمكنا من الإمساك بزمام مشاعر شخصياتهما جيدًا، في كل مشهد لهما، وأن المسلسل يمتلك كل مقومات النجاح.
ونوه إلى أن اختيار «ياسين» لتقديم دور «مروان» كان موفقًا، وأنه مناسب للشخصية تمامًا، لافتًا إلى أنه قادر على التنقل بين الأدوار المختلفة برشاقة، سواء الأكشن، أو الكوميدي، أو الرومانسي، وحتى التراجيدي، وأنه محبوب لدى الجمهور، ويختار أدواره بحرص وذكاء شديد.
وأضاف أن مسلسل «فراولة» جيد ويستحق المتابعة، وأن الفنانة نيللي كريم نجمة من العيار الثقيل، وتجيد التنوع والتلون في شخصياتها وموضوعات أعمالها.
وتابع أن الممثل المحترف هو الذي يمكنه إقناع الجمهور بنفسه في أي دور، دون حصره في قالب واحد، مشيرًا إلى أن «نيللي» نجحت في الدراما الكوميدية، مثل مسلسل «بـ100 وش»، وأيضًا في التراجيدية، مثل: «فاتن أمل حربي»، و«عملة نادرة»، وغيرهما.
أما عن مسلسل «رحيل»؛ فكشف «محمود» عن أنه كأنه ليس موجودًا بالسباق الرمضاني، وأن ياسمين صبري نصف موهوبة، وأن العمل ملىء بالأخطاء والسقطات غير المنطقية؛ كظهورها بأظافر طويلة، رغم عملها بتجارة الأخشاب، وحفاظها على شكلها وهيئتها الطبيعية، رغم دخولها السجن.
كذلك وصف مسلسل «مليحة» بأنه يعكس مدى اهتمام المصريين بالقضية الفلسطينية، خاصة أنه لا يناقش الأحداث الجارية فقط، لكنه يعود إلى عام 2000، معبرًا عن سعادته بعودة الأعمال الفنية التي تتناول الأزمة الفلسطينية من جديد.
وأكد أننا في أشد الحاجة، حاليًا، إلى مثل هذه الأعمال، لكشف حقيقة العدو الصهيوني للأجيال الجديدة، لا سيما في ظل محاولاتهم لطمس الحقيقة.
وأشاد بدور الفنان دياب، مؤكدًا أنه نجم موهوب، وأنه يُطور أداءه بشكل مستمر، وأن اختيار بطلة فلسطينية للعمل، وهي سيرين خاس، فكرة ممتازة، موضحًا أن مشاعرها حقيقية وصادقة في كل مشهد تقدمه.
من ناحيته، أبدى الناقد الفني عمرو الكاشف إعجابه الشديد بمسلسل «جودر»، قائلًا إنه أحدث نقلة كبيرة في مستوى الأداء البصري لهذه النوعية من المسلسلات؛ في الجرافيكس، والإضاءة، والحيل والمؤثرات، والديكور.
وأكمل، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن المخرج إسلام خيري تمكن من بدء الحلقات بجاذبية، حمست الجمهور لمتابعة المسلسل، وأن الفنان ياسر جلال نجح في تقمص شخصية «شهريار» بشكل سلس بسيط.
ورأى أن الفنانة نور كانت مفاجأة المسلسل، وأن أداءها كان مزيجًا بين خفة الدم والتلقائية والجرأة في نفس الوقت.
كما وصف «الكاشف» تقديم مسلسل مثل «جودر»، بأنه كان تحديًا صعبًا لصناعه ومخاطرة محفوفة بالمخاوف، مبررًا ذلك بأن حكايات «ألف ليلة وليلة» سبق وقدمت في الإذاعة المصرية لسنوات طويلة، بصوت الفنانة زوزو نبيل والمخرج محمد شعبان، ثم عُرضت كمسلسل تلفزيوني، للنجمة شريهان والمخرج فهمي عبد الحميد، مضيفًا أن أبطال المسلسل الجديد كانوا أمام رهان ليس سهلًا، وهو تقديم عمل مختلف، له سحر خاص، يتفوق على كل ما سبق.
في سياق متصل، قال إن أداء الفنان محمد إمام في مسلسل «كوبرا»، نمطي، ولا يختلف كثيرًا عن أي عمل سابق له، وإنه يقلد، في أغلب الأحيان، حركات وإيماءات والده عادل إمام، سواء بقصد أو دون قصد.
وأكد أن المسلسل منح فرصة لعدد من النجوم الشباب، ومنهم «كزبرة»، وأن عودة الفنان مجدي كامل تعد إضافة قوية للعمل ككل.
فيما رأى أن مسلسل «خالد نور وولده نور خالد» مخيب للآمال، وإنه على الرغم من كونه لاثنين من أكبر نجوم الكوميديا في مصر _بحسب وصفه_، إلا أنه فشل في إضحاك المشاهدين، أو حتى جعلهم يبتسمون.
وتابع أن السر وراء ذلك هو ضعف السيناريو، وتكرار قصة المسلسل، حتى وإن قدمت بشكل مختلف، لافتًا إلى أن أداء وانفعالات الممثلين مبالغ فيهما، وأن الملل سيطر على الجمهور، بسبب رتابة الأحداث وضعف الحبكة الدرامية، فضلًا عن الاعتماد على «الإيفيهات» المستهلكة.
وأضاف أن المخرج محمد أمين والمؤلفين كريم سامي وأحمد عبد الوهاب، فشلوا في استغلال موهبة النجوم في المسلسل، سواء كريم محمود عبد العزيز أو شيكو، وأن الفنانة دنيا ماهر والفنانة دنيا سامي، على الرغم من قدراتهما الكوميدية، لكنهما اتسما بالسطحية وفقر أدائهما في التمثيل.
وأشاد «الكاشف» بمسلسل «دون سابق إنذار» وبتمثيل أبطاله، موضحًا أنه ينقل صورة حقيقية لمشاعر أسرة لديها طفل مصاب بمرض السرطان، وأنه يعبر عن ألمهم وفرحهم وانفعالاتهم بشكل إنساني رائع.
وأوضح أن المخرج هاني خليفة مخرج مجتهد ومن طراز خاص، وأنه نجح في أن يجعل كل فنان بالمسلسل، يقدم أفضل ما عنده أمام الكاميرا، مشيرًا إلى أنه على وعي كامل بعوامل جذب وإثارة انتباه الجمهور، وأن اسمه وحده، أصبح علامة جودة لأي عمل فني سواء في الدراما أو السينما.